كتب الكاتب الاهلاوي ( خالد حشوان )
البكاء على اللبن المسكوب لا يفيد، ولكن الأفضل هو الاستفادة من الأخطاء وتقييمها والنظر إلى تحقيق الأفضل في المستقبل القريب ،
وخسارة كأس القارات لا شك أنها كانت مؤلمة جداً للأهلاويين وأنا أولهم، مقارنة بالاستعداد والتعامل مع المباراة والتي لا أرغب في العودة إلى تفاصيلها ولكنني أحببت تقديم رسائل مهمة من خلال هذا المقال لجماهير وإدارة ومدرب ولاعبي الأهلي لعلنا نتجاوز هذه الكبوة العميقة ونتخلص من آثارها بأسرع ما يمكن
أولا: رسالتي الأولى والأهم لجماهير الأهلي الوفية التي أثبتت للعالم أجمع أنها ليست جماهير فوز بل هي من قاد الأهلي للعودة بكأس النخبة الآسيوية واقتناص كأس السوبر السعودي عام 2025 بوقوفها الشامخ والمميز مع الأهلي في كل المحافل ودعمها اللامحدود للفريق،
ونحتاج منهم الوقوف أكثر مع الأهلي والمدرب واللاعبين بعد الخسارة واستمرار الدعم في الملاعب خاصة أنه تبقى للأهلي بطولة النخبة والدوري وكأس الملك وهذه اللحظات هي أهم توقيت يحتاجه الأهلي ولاعبيه لإخراجهم من هذه الخسارة الكبيرة ورفع المعنويات، خاصة أن الصفقات الجديدة للأهلي من صغار السن تتراوح بين 20-23 عاما وتحتاج وقت للانسجام مع الفريق برغم البدايات الجيدة لإنزو ميلوت وصالح أبو الشامات ومحمد عبدالرحمن.
ثانياً: رسالة لإدارة النادي الأهلي: التي قامت مؤخرا بمجهودات جبارة وتعاقدات منطقية حسب الدعم المتاح والمحدود وتغييرات للأفضل وتسخير كافة الإمكانات للفريق وتجديد عقد المدرب، وبغض النظر عن عدم التوفيق الذي هو بيد الله لكنني أرى أنه من الأولى العمل مع المدرب على التخطيط من اللحظة للاعب ظهير أيسر بديل لدامس مع مدافع محلي يُغطي غيابات وإرهاق ديميرال وآيبانيز، والتركيز على الدعم المعنوي للاعبين قبل المباريات المهمة التي أفتقدها الأهلي بشكل واضح في مباراة بيراميدز،
مع تقديم تقرير للاتحاد السعودي والإتحاد الآسيوي عن الإرهاق الذي صاحب الأهلي بسبب الجدولة لمباريات شهر سبتمبر والاستشهاد بما قدمه الإتحاد المصري والإتحاد الأفريقي لبراميدز بتأجيل مباريتين في الدوري المحلي ودوري أبطال أفريقيا، وكان سبباً رئيسا في تفوق بيراميدز ذهنياً ولياقياً وحصولهم على البطولة رغم عاملي الأرض والجمهور للأهلي السعودي
ثالثاً: رسالة لمدرب الأهلي يايسله الذي أرى بأنه مدرب جيد ولكنه يحتاج للاعبين جاهزين ولا يمكنه تطوير اللاعبين أو التركيز على نقاط ضعفهم وتقويتها مثل عرضيات مجرشي، وخسارة كيسيه للكرات في منطقة المحور وثقل عودته للدفاع التي تسببت في عدة أهداف، وتقدم آيبانيز المستمر لتسجيل الأهداف، وضعف الجانب الدفاعي لزكريا هوساوي، وبطء زياد الجهني وإنزو ميلوت وإيفان توني، لذلك يحتاج يايسله العمل على هذه النقاط وتقوية العضلات وزيادة تمارين السرعة والتحمل البدني ومناقشة اللاعبين في أخطائهم عن طريق الفيديو وتدريب الأظهرة على الكرات العرضية السليمة وعدم ترك لاعبين خلفهم، والتدوير السليم للاعبين في المباريات الأقل أهمية لخلق الانسجام وإعطاء فرصة لعيد المولد ومحمد سليمان والحارس الجيد الصانبي، والأهم من ذلك هو اختيار بطولات مهمة للتركيز عليها كالنخبة حالياً ثم كأس الملك وجعل الدوري هو الخيار الثالث بعدهما، وعدم الطمع في جميع البطولات.
رابعاً: رسالة أخيرة للاعبي الأهلي الذين عاشوا أفراح النخبة الآسيوية والسوبر السعودي وهي الاهتمام بالتمارين وعدم التعالي على الكرة والاستخفاف بالمنافسين ومعرفة نقاط ضعفهم والعمل على تطويرها ذاتياً وتعزيز نقاط القوة لديهم، وبذل مجهود مضاعف في الملعب لإرضاء الجماهير والتركيز على بطولتي النخبة الآسيوية وبطولة كأس الملك والدوري كخيار ثالث إن أمكن خاصة بعد خسارة بطولة كأس القارات مع التقييم الذاتي لكل لاعب بعد كل مباراة يشارك فيها.
إن المرحلة القادمة في غاية الأهمية للفريق والمدرب خاصة بعد الخسارة القارية، والتي ستحددها نتائج الفريق في البطولات الثلاث المتبقية، النخبة، والكأس، والدوري وتحتاج إلى تكاتف الجماهير ودعم اللاعبين والمدرب وتجاوز عن الأخطاء والاستفادة منها والتقليل من الانتقادات، والحضور الجماهيري المميز الذي تميزت به جماهير الأهلي الوفية، وإخراج اللاعبين من دوامة الخسارة التي قد تسبب لهم نكسة يصعب التخلص منها،
لذلك نقول ما علينا من سواد الأمس وليس كل ما نخسره خساره، بل على العكس تماما، فقد تكون الخسارة هي الانطلاقة لبطولات قادمة وإنجازات، كما فعل الفريق في العام الماضي عندما ضَحَّى بالدوري وكأس الملك وكَسب الأهم كأس النخبة الآسيوية "بلا خسارة" بل وألحقها بكأس السوبر السعودي 2025م، وسيبقى شعارنا هو
"وعبر الزمان سنمضي معاً".
تعليقات
إرسال تعليق