كتبت الكاتبة الاهلاوية ( هاله شربتلي )
إنه المدرب الألماني ذو السبع وثلاثون عاما فقط ، الذي ولد في منطقة شوابيا الألمانية التي أنجبت عالم الفيزياء الكبير ألبرت أينشتاين والنجوم يورغن كلينسمان ويورغن كلوب وغيرهم، بالإضافة إلى رالف رانغنيك عرّاب مسيرة يايسله التدريبية
اللاعب يايسله الذي كان يلعب في مركز قلب الدفاع والذي أُضطر لإنهاء مشواره كلاعب في عمر 26 عام بعد إصابة تمزقت فيها أربطة وغضاريف ركبته ، اعتصره الألم حينها لعدم مقدرته على المشاركة مع منتخب ألمانيا الذي تُوج بكأس العالم في البرازيل عام 2014
بدأ مسيرته التدريبية في عام 2015 في الفئات العمرية وتدرج حتى قاد فريق سالزبورغ النمساوي لتحقيق بطولة الدوري والكأس هذا المدرب قليل الخبرة صغير السن أُعلن عن توليه قيادة الجهاز التدريبي للنادي الأهلي في مرحلة مفصلية من عمر هذا النادي بعد عودته لمكانه الطبيعي في دوري روشن وبعد أن اُعلن عن استحواذ صندوق الاستثمارات على نسبة 75% من ملكية النادي أيضا
لذلك ثارت ثائرة مجانين الأهلي وجمهوره فهو ليس المدرب الذي تطلعنا له لقيادة المرحلة فقد كنا نرغب في مدرب قدير خبير يستطيع تضميد الجراح الأهلاوية وصنع توليفة تتكون من لاعبي الصندوق "ميندي وفرمينو ومحرز وكيسيه وايبانيز" ومع من تبقى من لاعبين محليين شباب كمجرشي والمجحد وزياد ومع من تمكنت إدارة القدير العاشق الأهلاوي -وليد معاذ- التعاقد معهم "النابت والرشيدي" وكان البعض ثائرا منتقدا بشده والبعض الآخر ينتظر ويترقب
بدأ الأهلي مشوار دوري روشن بمباراة الحزم والتي انتهت بهاتريك فرمينو تلتها مباراة الخليج بنفس النتيجة ، هنا استبشرت الجماهير الأهلاوية بالأهلي الجميل والذي بدت له ملامح فنية جميلة افتقدناها منذ رحيل جروس ، ثم أتت مباراة الأخدود والتي عاني فيها اللاعبون من عدم التسجيل حتى جاء هدف كيسيه القاتل ، وظهرت بعدها الأصوات النشاز المطالِبة برحيل المدرب "السباك" على حد وصفهم ، وفُتحت المساحات وعُلقت المشانق له مطالبين برحيله مشبهينه بسئ الذكر "هاسي".
في رأيي هذا المدرب كان يجب أن يُعطى الفرصة كاملة وأن تُلبى احتياجاته المتمثلة في توفير وتجهيز الصالة الرياضية داخل النادي بكامل عتادها وأن يكون جهازه التدريبي مكتملا بجميع مساعديه بمختلف تخصصاتهم ليقوموا بالمهام الأساسية التي يحتاجها
وأن يكون الجهاز الطبي على مستوى عالٍ من الكفاءة لمهام العلاج والاستشفاء وأن نرى نتائج عمله بعد فترتي تسجيل على الأقل فهناك بعض المراكز التي لم يتم الإستقطاب ل لاعب أساسي أو بديل فيها ، وهناك لاعبين يحتاج المدرب لاستبدالهم أيضا علما بأن هذا المدرب يعمل في خارج أوروبا لأول مرة في حياته
هذا المدرب خاض مع الملكي ٨٠ مبارة في في مختلف البطولات فاز في ٥٠ مباراة حتى الآن.
هذا المدرب ذكي ويعمل في اتجاهات عديدة تشمل الجانب النفسي للاعبين بخلاف الجانب الفني والمهاري فنحن نرى احتضانه للاعبين في الممرات وغرفة الملابس ، يعمل على التصحيح في كل مباراة فهو يرى مكمن الخلل ويعمل على سد في المباراة القادمة بالمتاح له من بدائل ، هذا المدرب تمكن من إخراج أجمل مافي علي مجرشي ومحمد المجحد وزياد الجهني وسعد بالعبيد من خلال الثقة والتمارين الخاصة واحتكاك هؤلاء اللاعبين بالمحترفين ايبانيز ومحرز وكيسيه وفرمينو والباقين ،
رأينا نزوله لأرضية الملعب وتفقد الجماهير قبل كل مباراة وأيضا حركة يده الشهيرة بعد كل مباراة تعبيرا عن شكره وتفاعله مع الجماهير ، كما لم أذكر أنه قد رأينا مدرباً يحضر تدريبات رابطة الجماهير واجتماعه المستمر ودعمه لهم ، ثم نقل هذا الدعم من اللاعبين للرابطة ومن الرابطة للجماهير ، وبذلك استخدمهم بذكاء لصنع فريق عمل متكامل "اللاعبين والجماهير وفريق عمله الفني" ليحقق المنجز التاريخي القاري العالمي وهو نخبة آسيا،،،
أرى إننا "أضفنا مجنون من ضمن المجانين العقلاء الذي رسم لوحات بفنونه وفيه الروح مفتونة ، هذا المدرب الذي بقي مع النادي بأمر جماهيره حين حاول مسؤولوا النادي إقالته يجب أن يُمدد عقده نظرا للاستحقاقات المستقبلية القريبة لفريق كرة القدم ولأسلوبه الذي استوعبه وطبقه وتفنن فيه اللاعبين تحت قيادته ولأنه أثبت انه مدرب داعية صغير في عمره كبير في عمله وشخصيته الألمانية القوية التي لم ترضخ للضغوطات والصعوبات التي واجهته ، كلنا ماتياس يايسله.
ختاما :
لتبقى مجيدا وفخرا وعيدا وصرحا فريدا يطال السماء.
تعليقات
إرسال تعليق