محمد السكيني
في الماضي البعيد عندما كنا في
ملاعب الحواري ،، كانت فرقنا الرياضية بلا مدربين ولا نفكر أن يكون لها مدرب فالفريق يتكون من أي عدد من اللاعبين يقودهم أحد أفراد الفريق ،، وهو من يضع التشكيلة ،، ويتحكم بكل شيء ،، وأبرز مواصفاته اما أن يكون مهارياً يتفوق بمهارته عن البقية ،، أو أن يكون قوي الشخصية ،، بحيث تكون كلمته هي العليا ،، وتُفرض على الفريق حتى بالقوة أن أستوجب الوضع ،، ولا يستطيع أحد أن يخالفها ،، هكذا تسير أمور فرق الحواري ،، ومع كل ذلك تُشارك الفرق في الدورات والبطولات ،، بعض المشاركات والمنافسات تُصيب ،، وبعضها الآخر قد تخيب ،، فمرة تفوز ومرة تخسر هكذا دواليك ،، الأمور تسير قدماً بلا خطط أواستراتيجيات تدريبة المهم أن يكون لديك فريق يمثل حارتك ،، ولا بأس أن يكون لديك جمهور يرافقك ويساندك ،، ويقف معك فيما لو خرج عن النص بعض أبناء الحارة المقابلة ،، كل شيء في عالم كرة القدم قد تقلده الا أن يكون لديك مدرب فهو ليس في قاموسك ،، ولست مقتنع به أصلا ،، مثلك مثل كل الحارات القريبة منك ،، والتي لا تعتمد على علم التدريب في تسيير أمورها !!
فمن كان محظوظاً ولديه خبرة لاعبين يتميزون بالمهارة ،، فهو من سيتفوق ويحقق البطولات ،، أما من لا يملك ذلك فالخسائر هي مصيره ،، وفي نهاية الأمر الكل تهمه المشاركة فقط ،، أما التفكير في مدرب وخطط لعب متعددة فهذا آخر ما يفكر فيه الفريق ،، فريق الحارة البسيط بإمكاناته المتواضعة ،، وجماهيريته المحدودة وقلة مشاركاته وقصر طموحه ،، لا يلام إذا لم يفكر في وجود مدرب يقوده ويحقق له النجاحات ويصل به إلى منصات التتويج ،، فالمسألة لديه أحد عشر لاعباً يلعبون مباراة ويسيرون أمورها كيفما اتفق حتى لو بالبركة ،، ،فان فازوا بها ونعمة ،، وان لم يفوزوا المهم هي المشاركة ،، توقعت أن ما كان في فرق الحارة زمان ،، انتهى وباد وانقرض في ظل عالم كروي مُتغير ،، تغير فيه كل شيء ،، خاصة في فن علم التدريب الذي قد يُغير لك وجه الفريق بالكامل بل قد يصنع لك من اللا شيء أشياء وينقلك من فريق متواضع الإمكانات إلى فريق يقارع الكبار ويحقق البطولات ،، فالتدريب علم و فن مستقل بذاته ،، المدرب الناجح هو من يستطيع أن يصنع فريقا لا يُقهر ،، لا من يهدم فريقاً جماهيره بالملايين ،، ويجعله متأرجحا بلا هوية !!!
مايحدث في النادي الأهلي يجعلك تحس أن الفريق بلا مدرب ،، وتقف حائراً متسائلاً عن وضع الأهلي هذا الموسم ،، موسم شارف على النهاية ولم يتبق منه سوى 9 جولات فقط !! والفريق لا يملك أي مستوى ،، بل لا تستطيع أن تتنبأ له بنتيجة ،، حتى مع أقل الفرق في العدة والعدد ،، والدليل على ذلك أن آخر مبارياته كانت أمام فريق منقوص لاعبين إثنين ولمدة نصف ساعة لم يستطيع أن يُسجل الا هدفاً واحداً فقط وبشق الأنفس ،، علة الأهلي ليس إمكانات لاعبين ،، فلدينا في الأهلي لاعبين تتمناهم أغلب فرق الدوري ولو ذهبوا إلى فرق أخرى لأبدعوا أكثر ولكان حضورهم أكثر علة الأهلي وكما يوافقني الجميع تدريبية !! فالسيد هاسي غير مؤهل لقيادة فريق مثل الأهلي، مع كامل الإحترام له كشخص ولكن كمدرب إمكاناته التدريبية التي ساعدته لقيادة الجهاز التدريبي في فرق أخرى لم ولن تساعده في الأهلي ،، ليس عيباً أن يعترف مسيروا النادي أنهم فشلوا بالتعاقد مع هاسي وليس عيباً أن يعترف مسيروا النادي بأن الفريق يسير بالبركة من أول الموسم ،، العيب كل العيب أن يترك الجمهور الأهلاوي في المدرجات وخلف الشاشات يتألم لوضع فريقه الذي أصبح في مركز ومستوى لا يليق به العيب أن يترك الفريق في دوامة يوم فوق ويوم تحت ،، وجل نجاحاته بالبركة ودعاء الوالدين ،، والأسئلة التي تَطرح نفسها لماذا إدارة الأهلي متمسكة بمدربها وهو لم يقدم أي شيء ؟
هل الإدارة ترى مالا يراه الجمهور ؟
وإلى متى سيستمر الأهلي في الطريق المنحدرة .؟!
تعليقات
إرسال تعليق